ما هو الهرم الاجتماعي الجنسي؟ و من اين جاءت مصطلحات الالفا بيتا جاما اوميغا سيغما؟

في عصر الانترنت يهيمن النقاش المستمر على السوشل ميديا حول العلاقات بين الجنسين والجاذبية الجنسية، و يظهر مفهوم "الهرم الاجتماعي الجنسي" كأحد المواضيع الأكثر إثارة للجدل.

 لكن  من أين جاءت الفكرة؟ 

وهل هذا التصنيف  يمكن أن يطبق على ارض الواقع؟

 و هل يستند إلى أدلة علمية، أم أنه مجرد محاولة لتبسيط الواقع المعقد؟

أصل التصنيفات: هل وُجدت فعلًا في الطبيعة؟

ظهر تصنيف الهرم الاجتماعي  في الخمسينيات بناءً على دراسات قديمة حول سلوك الذئاب، حيث أجرى عالم الأحياء رودولف شينكل (Rudolf Schenkel)  دراسة على أسر الذئاب ، واعتقد بوجود تسلسل هرمي يحدد دور كل ذكر في القطيع. لاحقًا، في السبعينيات، عزز ديفيد ميش (David Mech) هذا المفهوم. لكن المفاجأة جاءت عندما تبين أن الذئاب في البرية لا تتبع هذه القاعدة! بل تعيش ضمن وحدات عائلية يقودها الأبوان، وليس وفق تسلسل هرمي صارم كما كان يُعتقد.

هل يمكن تطبيق هذه الفكرة على البشر؟

في دوائر  الريدبيل" (Red Pill) ومجتمعات تحسين الذات، تبنّت هذه النظرية لتفسير ديناميكيات الجذب الجنسي بين الرجال والنساء. وفقًا لهذه الرؤية، يُصنف الرجال إلى:



  • الألفا (Alpha Male): الرجل القوي، الواثق، والمسيطر، الذي يجذب النساء بسهولة.
  • البيتا (Beta Male): الرجل اللطيف والمتودد، الذي غالبًا ما يُنظر إليه كصديق أكثر من كونه شريكًا جذابًا .
  • الجاما :  (Gama)يُوصف بأنه شخص ذكي، خيالي، لكنه غالبًا يفتقر إلى الجاذبية الاجتماعية الفطرية التي يتمتع بها الألفا أو حتى السيغما.
  • الأوميغا (Omega Male): الشخص الانطوائي الذي يواجه صعوبات اجتماعية في جذب النساء.
  • السيغما (Sigma Male): الذكر المستقل، الغامض، والذي يعمل خارج النظام الاجتماعي التقليدي.

لكن، هل تعكس هذه التصنيفات الواقع فعلًا؟ أم أنها مجرد تعميمات سطحية؟

انتقاد الهرم الاجتماعي : هل هناك دلائل فعلية على وجوده؟

بحسب الدكتورة كارول هوفمان، أستاذة علم النفس الاجتماعي، فإن هذا التصنيف مـظلل، إذ تعتمد العلاقات العاطفية على التوافق الشخصي وليس على قواعد جامدة. كما يشير الدكتور ديفيد باس، عالم النفس التطوري، إلى أن مفهوم "القيمة السوقية الجنسية" ليس ثابتًا، بل يتغير تبعًا للعوامل الثقافية والشخصية.

أما الدكتور روبرت سابولسكي، عالم الأحياء العصبي في جامعة ستانفورد، فينتقد هذا المفهوم استنادًا إلى أبحاثه حول السلوك الاجتماعي، حيث يوضح أن النماذج الهرمية المبسطة مستوحاة من دراسات قديمة وغير دقيقة، مما يجعل تطبيقها على البشر أمرًا إشكاليًا.

ما الذي يحكم الجاذبية الجنسية حقًا؟

   وفقًا لدراسات نشرتها مجلة علم النفس التطوري (Evolutionary Psychology Journal)،

 فإن الجاذبية لا تعتمد فقط على الصفات البيولوجية، بل تتأثر بشكل كبير بالعوامل العاطفية والاجتماعية والثقافية. فالتفاعل الشخصي، الثقة بالنفس، الذكاء العاطفي، والقدرة على التواصل الفعال تلعب دورًا محوريًا في بناء العلاقات.

هل علينا إعادة النظر في المفهوم؟

   رغم أن بعض جوانب هذه النظرية تستند إلى حقائق تطورية، إلا أن المبالغة في تبنيها قد يكون مظللًا. فالعلاقات البشرية أعقد بكثير من أن تُختزل في تصنيفات جامدة، ومن الأفضل فهمها من منظور أكثر شمولًا يعتمد على العوامل الشخصية والاجتماعية بدلاً من تصنيفات مصطنعة.

 

   

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال