لماذا أصبحت البراغماتية مبدأ أساسيًا في حياتي؟

رحلتي للبراغماتية

البراغماتية
البراغماتية



        لعلي كحال بقية الذي يبحثون عن البراغماتية، حيث أننا تألمنا كثيرا في هذه الحياة.

و السبب هو طيبتنا الغبية التي لا تفسير لها في واقع لا يرحم.

و كوننا خراف تعيش مع قطيع من الذئاب التي تنهشنا كل يوم و كل ساعة و في كل فرصة.

و بما أننا خراف بريئة لا تدرك ما يحصل من حولها، و نعيش يومياتنا في ألم غير مفهوم فإن الحل الوحيد الذي كنا نمارسه هو محاولة تغيير تلك الذئاب الى خراف مثلنا و عندما نفشل نبحث عن خراف مثلنا، نستأنس بها و نحس براحة جميلة .. (مؤقتة) إلى أن ينزع ذلك الخروف قناعه ليظهر ذب شرير، ما يجعلنا في صدمة تلو الصدمة، و يجعلنا نتسائل.

لماذا عدد الذئاب في تزايد؟ لماذا لا يتحول الذئب الى خروف مثلا ؟ لماذا يحدث العكس؟

  و يستمر الامر على حاله ، و تستمر الحياة في ضربنا و الذئاب في نهشنا حتى ندرك أخييييرا
أن هناك خلل ؟ ليس في الحياة ، ليس في تلك الذئاب. بل فينا.   "فَيَّ أنا"
حينذاك قررت ان هناك خللا في نفسي  .. و تسائلت :
 هل أنا حساس بزيادة؟
 هل انا البريئ و هم الاشرار ؟
 هل علي رؤية الحياة بمنظور جديد؟ 
 ما هو هذا المنظور؟  
كيف لشاب مثلي أن لا يتطور ، بل بالعكس ،  يتدهور و يستمر في التدهور؟
.. اين الخلل؟
و بعد بحثت بعمق بيني و بين نفسي ، 
بحثت في عثرات الماضي ، 
كتبت يومياتي بالتفصيل ،و كنت أعيد قرائتها في كل مرة لعلي ألاحظ الخلل
سئلت كبار السن ، الفلاسفة ، الانترنت ......الخ
و في الأخير  وجدت ان الحل هو البراغماتية .
و لكن ... ما هي البراغماتية: 

البراغماتية باختصار هي:

 البراغماتية على المستوى الشخصي تعني اتباع نهج عملي وواقعي في التفكير والسلوك،

 حيث يُقيِّم الفرد أفكاره وقراراته بناءًا على نتائجها الفعلية وقيمتها العملية، بدلًا من التمسك بمبادئ نظرية أو مثالية غير واقعية.

و هذا يعني أيضًا أن أقدّم مصلحتي أنا أولا، و أتوقف عن تفضيل الآخرين على نفسي ،
فالبراغماتية هي الحل الذي سينقذني من هذا العالم المتوحش فأغلب البشر تحكمهم الفطرة و الغريزة و الأنانية.
و هنا أستقيظ على صراخ ضميري الغبي الذي يقول  لكني لست أنانيا ، 
هذا ما كنت أحاول أن أقوله لنفسي  عند محاولتي تطبيق البراغماتية في حياتي ، 
و كلما بادرت إلى تفضيل نفسي قفزت إلي تلك الأفكار اللّعينة و التي تؤلم معدتي و توقظ فيا ضميري الغبي و كأني أفعل شرا عندما أعبر عن رغبتي و حاجتي ، لقد كنت عدو نفسي قبل أن ينطق الآخرون بكلمة و كأنني ليس لدي حق في هذه الحياة و لا شيء أفعله سوى إرضاء الآخرين.
لكن ...  إذا كانت الأنانية و حب الذات و تفضيل ذاتي على الآخرين شيئا فطريا ،
 إذا لماذا أنا لست كذلك؟ أين اختفت تلك الغريزة؟ و متى كان ذلك ؟ 
علي البحث في المكان الصحيح من المصدر من جذر المشكلة، علي البحث في  الماضي 
صورة طفل حزين
معظم مشاكلنا النفسية ترجع لمرحلة الطفولة .... ابحث في الماضي

      عند البحث عن أغلب الأمراض و المشاكل و العقد النفسية،  فإن معظمها يعود إلى فترة طفولتنا، عندما كنا صفحة بيضاء يكتب عليها ، الوالدين ، الأقارب ، الجيران، الأصدقاء المدرسة و المجتمع و الإعلام و كل من هب و دب. 
الآن بدلا من رجوعي الى الماضي و تذكر ماذا حصل و متى فكل ما علي فعله هو مراقبة أطفال اليوم و كيفية تعامل المجتمع و من سبق ذكره معهم، 
كما نعلم الطفل يكون صفحة بيضاء و يكون فضوليا جدا و هذا من الغرائز التي خلقها الله فينا    بدأت بملاحظة الأطفال و مواقفهم مع بعضهم البعض أو حتى مع كبار السن، 
الطفل يبكي و يعبر عن حاجاته الغريزية بشكل صريح ... جميل
و لكن بعض الأطفال لا يفعلون ، لأنهم في كل مرة يعاقبون على ذلك.
لا يهم إن كان الطفل إبن عائلة ثرية أو فقيرة المهم أن معاملة الوالدين خاصة 
لها تاثير على شخصية الولد، فإما يكبتان رغباته و يحقران أحلامه وووو حتى يصبح مع الزمن جسدا بلاروح و بلا أحلام.
أو أنه يشق طريقه في الحياة بنجاح تلو الآخر ....
يتبع هذا الجزء من الافكار  .........
 
استمر في قراءة الجزء الباقي 
 
 
 
براغماتي أنا - رحلتي للبراغماتية
البراغماتية

الحياة تعلمك البراغماتية رغما عنك:

    ادركت انني كلما صلحت اخطائي كنت اتقدم خطوات الى البراغماتية و دون وعي مني بالمصطلح .. و في الاخير لما وصلت الى الانسان البراغماتي لاول مرة بعد معاناة طويلة و  سعدت بذلك.
النتيجة واضحة  ...
فمثلا :
- عند اتخاذ أي قرار أترك العاطفة على جنب أركز على النتيجة التي تجلب لي منفعة و يكون لها أثر ملموس و واقعي. 
- توقفت عن التمسك بأفكاري و أهدافي إذا ما اكتشفت عدم فعاليتها و أنها لم تعد تخدمني.
- بدلا من الغضب و اللوم و محاولة الإنتقام من الأشخاص الذين يؤذونني فإني ركزت على الحلول.
البراغماتية
خلق توازن بين العقل و القلب من البراغماتية

        و كما أنني بدأت أتذكر أناسا آخرين يمشون على البراغماتية و يتخذونها نظاما صارما لحياتهم و لكن أغلبهم للأسف يبالغ بشدة حتى وصل الى الماكيافيلية و هذا هو الجهل بعينه ، فكل من اتخذ البراغماتية  مبدءاُ لحياته عليه الحذر من المبالغة و اقصد هنا عدم الخروج عن المبادئ كمثال قوي.
مثلا:  احدى مبادئ البراغماتية هو المصلحة الذاتية ،اي ان افكر في مصلحتي قبل الاخرين  و هذا صحيح و جيد ، و لكن ليس لدرجة استغلال الاخرين ، او عدم رد الجميل لمن ساعدك فذلك سيفقدك اشياء غالية ، كـأصدقاء حقيقيين ، و شركاء اقوياء ، و سمعة جيدة ، و تخسر نفسك في النهاية.
     اذن فالبراغماتية مثل المال تظهر ما فيك ، ان كنت انسانا جيدا فسيحبك الجميع و ستستفيد انت ، اما ان كنت سيئا فتستفيد في البداية قليلا و لكن الخسارة محتومة في النهاية لان الجميع سينفضون من حولك.  
.... يتبع مع التفصيل ..
 


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال